الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَهَرٖ} (54)

ثم قال تعالى { إن المتقين في جنات ونهر } [ 54 ] أي : إن الذين اتقوا عقاب الله وآمنوا برسله ، وبما جاءتهم به الرسل ، في بساتين يوم القيامة {[66254]} .

والنهر {[66255]} ونهر بمعنى أنهار كما قال : " في حلقكم عظم وقد شجينا " {[66256]} وقيل نهر معناه وضياء وسعة ، يقال أنهرته إذا وسعته {[66257]} . وقرأ الأعمش ونهر بالضم جعله جمع " نهار " كقذال وقذال {[66258]} .

وروي أنه ليس في الجنة ليل إنما هو نور كله ، إنما يعرفون الليل بإغلاق الأبواب وإرخاء الستور ، [ والنهار بفتح الأبواب ورفع الستور ] {[66259]} . ثم قال { في مقعد صدق } [ 55 ] أي : في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم . { عند مليك مقتدر } أي : عند ذي ملك يقدر على ما {[66260]} يشاء لا

إله إلا هو .


[66254]:انظر : العمدة 290، ومجاز أبي عبيدة 2/241.
[66255]:ع: "وأنهار".
[66256]:هو الشطر الثاني من بيت شعري للمسيب بن زيد مناة، ورد في اللسان مادة "شجا" واصله: لا تنكروا القتل وقد سببنا *** في حلقكم عظم وقد شجينا وأشجاه العظم: إذا أعترض في حلقه، والشجا: ما أعترض في حلق الإنسان والدابة من عظم أو عود أو غيرهما. وقد شجي به، بالكسر يشجي شجا. والشاعر لم أقف على ترجمته لا في كتب التراجم المتوفرة ولا في معاجم الشعراء.
[66257]:انظر: ذلك في تفسير الغريب 435، والصحاح 2/840، ومفردات الراغب 506 واللسان 3/768، وتاج العروس 3/591.
[66258]:القذال "جماع الرأس، والقذال محركة: العيب، وقذله: ضرب قذالة وفلان: مال وجار وفلانا: تبعه أو عابه، وفي الأمر: جد. انظر: الصحاح مادة "قذل" 5/1800، واللسان 3/41، والقاموس المحيط 4/36. وانظر: البحر المحيط 8/184، وروح المعاني 27/95، والمحتسب 2/300.
[66259]:ساقط من ح.
[66260]:ع : "على كل ما يشاء".