وقوله : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب } الآية [ 85 و86 و87 ] .
قوله : { داوود{[20688]} وسليمان } عطف على ( كل ) ، أي : وهدينا داوود{[20689]} . وقيل : هو عطف على { إسحاق } أي : وهبنا له داوود{[20690]} . وقيل : هو عطف على { ونوحا }{[20691]} . والهاء في { [ ذريته ] } : تعود على ( إبراهيم ){[20692]} .
وقيل : على ( نوح ){[20693]} ، وهو قول الطبري ، قال : لأن في سياق الكلام المعطوف { لوطا }{[20694]} ، ولوط لم يكن من ذرية إبراهيم ، إنما هو من ذرية نوح ، فالمعنى : وهدينا نوحا من قبل إبراهيم ، وهدينا من ذرية{[20695]} نوح داود ومن بعده{[20696]} .
{ كلا هدينا } : وقف حسن ، { وإلياس } : أيضا وقف عند أبي حاتم ، ولا يحسن عند غيره ، لأن بعده { وإسماعيل } معطوف{[20697]} عليه{[20698]} .
واختلف ( الناس ){[20699]} في { إلياس } فقيل : ( هو ){[20700]} من ذرية هارون أخي موسى ، بينهما ثلاثة آباء{[20701]} . وقال ابن مسعود : إلياس هو إدريس{[20702]} .
وإدريس جد نوح ، بينهما{[20703]} أربعة آباء{[20704]} . فمحال أن يُنْسَب{[20705]} إلى نوح{[20706]} وهو جده الأعلى ، والذي عليه ( أهل ){[20707]} الأنساب : أن إلياس غير إدريس{[20708]} .
و{ اليسع } : اسم أعجمي ، جرى على غير قياس{[20709]} . وقد قال أبو عمرو{[20710]} :
إنما هو ( يَسَعُ ) ثم أدخلت{[20711]} الألف واللام عليه{[20712]} ، وليس بفعل ، ولو كان فعلا لم يجز إدخال الألف واللام عليه ، ( ألا ترى ){[20713]} أنهم أدخلوها على ( يزيد ) إذ هو اسم ، فقالوا : ( اليزيد ) ، كما قالوا : ( الوليد ){[20714]} ، وأنشد الفراء :
وجدنا الوليد بن اليزيد . ( مباركا{[20715]} ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ورد الكسائي هذه القراءة ، وقال : لا تجوز ، كما لا يجوز ( اليحيى ) ){[20716]} ، وهذا لا يلزم ، لأنا{[20717]} لو نكّرنا ( يحيى ){[20718]} لأدخلنا عليه الألف واللام{[20719]} ، والعرب تقول : /{[20720]} ( اليعملة ){[20721]} .
ومن قرأ ( اللَّيْسَع ){[20722]} فأصله{[20723]} ( ليسع ) ، مثل : ضيغم وزينب ، ثم دخلت الألف واللام للتعريف{[20724]} . وأنكر ( أبو ){[20725]} حاتم هذه القراءة ، وقال : ( لا يوجد ){[20726]} ( ليسع ) . وهذا لا يلزم ، لأنه مثل : ( ضيغم ) و( زينب ){[20727]} .
واختار الطبري أن يكون بلام واحدة ، لأنه أعجمي ، وقد تواترت الأخبار بهذا الاسم بهذا اللفظ ، وقال : ولم يُحفظ عن أحد من أهل العلم أنَّ اسمه ( ليسع ) ، ( إنما قالوا : اسمه ( اليسع ) ){[20728]} .
قال زيد بن أسلم : كان يوشع بن نون خليفة موسى في قومه ، وكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم ، فشكر الله له ذلك ، و[ نبّأه ]{[20729]} . بعد موسى في بني إسرائيل ، وسماه ( اليسع ) بلسان العرب{[20730]} .
قال{[20731]} ابن عباس : الأنبياء كلهم من بني إسرائيل – وهو يعقوب – إلا عشرة : نوح وهود ولوط وصالح وشعيب وإبراهيم وإسماعيل ( وإسحاق ){[20732]} وعيسى ومحمد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.