قوله تعالى : { أولئك الذين هدى الله } الآية [ 91 ] .
المعنى : أن { أولئك } إشارة إلى من تقدم ذكره من النبيين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهداهم ، ويسلك طريقهم{[20760]} ، والاقتداء : الاتباع{[20761]} . والمراد : اتّباعهم على ما كانوا عليه من الإسلام والتوحيد ، لا ما كانوا عليه من الشرائع ، لأن شرائعهم كانت مختلفة ، وغير جائز أن يؤمر النبي باتباع ( شرائع ){[20762]} مختلفة . ولا يمكن ذلك ، لأن ما حرم ( عليهم ){[20763]} في شريعة نبي ، أُحِلَّ{[20764]} في شريعة نبي آخر ، فكيف يَقْدِر النبي صلى الله عليه وسلم على اتباع ذلك ؟ ، والعمل بالشيء وضده – في حال هذا – لا يمكن ودليل ذلك قوله تعالى : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا }{[20765]} فهذا هو الصحيح ، ليست الآية في الاقتداء بشرائعهم لاختلافها ، إنما{[20766]} الآية في الاقتداء بهم فيما لم يختلفوا فيه ، وهو التوحيد ودين الإٍسلام .
وأما الشرائع فقد اختلفوا فيها بأمر{[20767]} الله ( لهم ){[20768]} بذلك وفَرضِه على كل واحد ما شاء{[20769]} .
وأكثر النحويين ( على ){[20770]} تلحين من كسر{[20771]} الهاء من{[20772]} { اقتده } وهي قراءة ابن عامر{[20773]} ، إلا ما قال أحمد بن محمد بن عرفة{[20774]} : إنه يجوز أن تكسر على التشبيه بهاء الإضمار ، كما جاز إسكان هاء الإضمار على التشبيه بهاء السكت{[20775]} .
وقال بعضا النحويين : من كسر الهاء ، يجوز أن تكون الهاء لغير السكت ، وأن تكون للمصدر ، كأنه : ( فبهداهم ( اقتد الاقتداء ) ){[20776]} ، ( قال ){[20777]} : ويجوز أن تكون كناية عن الهدى ، والمعنى : فبهداهم اقتد{[20778]} ( هداهم ){[20779]} ، على التكرير للتأكيد{[20780]} .
والوقف على هذه الهاء أسلم ، وهو الاختيار{[20781]} عند أكثر النحويين ، لأنه تمام ، ولأنه إنما{[20782]} جيء بها{[20783]} للوقف{[20784]} .
ثم قال تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا } أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين ، لا أسألكم على تذكيري إياكم{[20785]} أجرا ( ولا ){[20786]} عوضا ، إن القرآن الذي جئتكم به { إلا ذكرى للعالمين }{[20787]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.