فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَزَكَرِيَّا وَيَحۡيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلۡيَاسَۖ كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (85)

{ وزكرياء } هو ابن آدن بن بركيا { ويحيى } هو ابن زكريا { وعيسى } هو ابن مريم بنت عمران { وإلياس } هو إدريس قاله ابن مسعود ، وقال محمد بن اسحق : هو إلياس بن سنا بن فنحاص ابن العيزار بن هارون بن عمران ، وهذا هو الصحيح لأن أهل الأنساب قالوا إن إدريس جد نوح ولأن الله نسب إلياس في هذه الآية إلى نوح وجعله من ذريته ، وقال الضحاك ، إلياس من ولد إسماعيل .

وقال القتيبي : هو من سبط يوشع بن نون ، قال محمد بن كعب : الخال والد ، والعم والد نسب الله عيسى إلى أخواله فقال : { ومن ذريته } حتى بلغ إلى قوله زكرياء ويحيي وعيسى .

أخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير قال : دخل يحيى بن يعمر على الحجاج فذكر الحسين رضي الله عنه فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال يحيى : كذبت فقال : لتأتيني على ما قلت ببينة فتلا { ومن ذريته إلى قوله وعيسى } فأخبر الله أن عيسى من ذرية آدم بأمه فقال صدقت ، وقد رويت هذه القضية بألفاظ وطرق ، وفيه دليل على أن النسب يثبت من قبل الأم أيضا لأنه جعله من ذرية نوح وهو لا يتصل به إلا بالأم .

{ كل من الصالحين } أي كل من ذكرنا وسمينا من أهل الصلاح