قوله : { وما قدروا الله حق قدره } الآية [ 92 ] .
المعنى{[20788]} : وما عظموا الله حق عظمته{[20789]} { إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء }{[20790]} .
وقيل : المعنى : وما عرفوه حق معرفته{[20791]} .
والذي قال ذلك هو رجل من اليهود ، جاء يخاصم{[20792]} النبي ، فقال له النبي : " أنشدك بالذي{[20793]} أنزل التوراة على موسى ، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين " ، وكان الرجل حبرا سمينا ، فغضب اليهودي وقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ! ، فقال له أصحابه : ويحك ، ولا على موسى ؟ ، فقال : والله ما أنزل الله على بشر من شيء ! ، فأنزل الله : { وما قدروا الله حق قدره } الآية{[20794]} .
وقال محمد بن كعب القرظي : جاء ناس من اليهود إلى النبي فقالوا{[20795]} : يا أبا القاسم ، ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحا يحملها من عند الله ؟ ، فأنزل الله { يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء } الآية{[20796]} ، ثم { قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } ، فأنزل الله : { وما قدروا الله حق قدره } الآية ، ثم قال الله لنبيه محتجا عليهم : { قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس }{[20797]} إلى قوله : { قل الله }{[20798]} .
وقيل : إن هذا خبر عن مشركي العرب أنكروا أن يكون الله أنزل على أحد كتابا{[20799]} .
وقوله : { تجعلونه{[20800]} قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا } هم يهود أخفوا{[20801]} من التوراة ما أرادوا ، وأبدوا ما أرادوا{[20802]} .
واختيار{[20803]} الطبري أن يكون ذلك خطابا لقريش ، لأنه في سياق الحديث عنهم ، ولأن اليهود لم يجر لهم ذكر{[20804]} .
قال مجاهد : { قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس } هو خطاب لمشركين العرب ، { تجعلونه{[20805]} قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا } إخبار{[20806]} عن اليهود ، { وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } للمسلمين{[20807]} .
فمن قرأ بالياء في ( يجعلونه ) و( يبدون ) و( يخفون ){[20808]} ، رَدَّه على الناس{[20809]} .
ومن قرأ بالتاء{[20810]} ، فعلى المخاطبة لليهود{[20811]} ، والمعنى : علمتم علما فلم يكن لكم علم لتضييعكم إياه ، ولا لآبائكم لتضييعهم إياه ، لأن من علم شيئا وضيّعه ، فليس له علم{[20812]} .
ويجوز أن يكون المعنى : وعلمتم علما لم تكونوا تعلمونه أنتم ولا آباؤكم ، على الامتنان عليهم بإنزال{[20813]} التوراة /{[20814]} عليهم{[20815]} ، والأول{[20816]} : قول أهل التفسير .
{ وهدى للناس } وقف على قراءة من قرأ بالياء في { تجعلونه } وما بعده ، { ولا آباؤكم } تمام عند نافع ، { قل{[20817]} الله } التمام{[20818]} عند الفراء{[20819]} ، لأن المعنى عنده : قل الله علمكم{[20820]} .
وقيل : المعنى : قل يا محمد : الله أنزله ، ولا جواب لقوله : { قل من أنزل الكتاب }{[20821]} .
وقوله : { ثم ذرهم في خوضهم } أي : دعهم في باطلهم{[20822]} ، وهذا تهديد{[20823]} من الله لهم{[20824]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.