الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِأَخِي وَأَدۡخِلۡنَا فِي رَحۡمَتِكَۖ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (151)

قوله : { قال رب اغفر لي ولأخي } ، إلى قوله : { لغفور{[25463]} رحيم }[ 151-153 ] .

والمعنى ، قال موسى ، لما تبين له عذر أخيه{[25464]} : { رب اغفر لي ولأخي{[25465]} } ، أي : اغفر لي من الغضب الذي من أجله ألقيت الألواح{[25466]} ، واغفر لأخي ما كان من مساهلته في بني{[25467]} إسرائيل ؛ لأن هارون إنما تركهم بعد أن نهاهم ووعظهم ولم{[25468]} يطيعوه ، فتركهم خشية غضب موسى ( عليه السلام{[25469]} ) ، ألا ترى أنه قال{[25470]} له : { إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي{[25471]} } .

وقيل : إنما استغفر لذنوب كانت قبل ذلك الوقت ؛ لأن غضبه كان لله [ عز وجل{[25472]} ] . وهارون إنما ترك بني إسرائيل خوفا{[25473]} أن يتفرقوا ويتحازبوا{[25474]} .

وقيل : ( بل{[25475]} ) استغفر موسى من فعله بأخيه ، واستغفر لأخيه من سالف سلف له بينه وبين الله{[25476]} ، جل وعز{[25477]} .


[25463]:في الأصل: لعفو رخيم، وهو تحريف وتصحيف.
[25464]:جامع البيان 13/133.
[25465]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[25466]:تفسير القرطبي 7/184. وانظر: البحر المحيط 4/395.
[25467]:في "ج": من مساهلته بني إسرائيل. وفي "ر" عبثت به الأرضة.
[25468]:في ج: فلم.
[25469]:ما بين الهلالين ساقط من (ج) و(ر).
[25470]:في ج: ألا ترى أنه قال خشيت.
[25471]:طه: 92.
[25472]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25473]:في ج.
[25474]:في (ج) و(ر)، وتفسير القرطبي 7/174، الذي عزي فيه القول إلى المهدوي، يتحاربوا، براء مهملة.
[25475]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[25476]:وهو قول الطبري في جامع البيان 13/133.
[25477]:في "ج" عز وجل.