الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلۡغَضَبُ أَخَذَ ٱلۡأَلۡوَاحَۖ وَفِي نُسۡخَتِهَا هُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلَّذِينَ هُمۡ لِرَبِّهِمۡ يَرۡهَبُونَ} (154)

قوله : { ولما سكت عن موسى الغضب } ، إلى قوله : { خير{[25490]} الغافرين }[ 154 ، 155 ] .

قوله : { لربهم }[ 154 ] .

قال المبرد " اللام " متعلقة بمصدر ، والمعنى : { والذين }{[25491]} وهبتهم لربهم{[25492]} .

وقال الكوفيون{[25493]} : هي زائدة{[25494]} .

وسمع الكسائي الفرزدق{[25495]} يقول : " نقدت لها مائة درهم " ، بمعنى

" نقدتها{[25496]}-{[25497]}

وحكى الأخفش : أن المعنى ، والذين هم من أجل ربهم يرهبون{[25498]} .

والمعنى : ولما سكن عن موسى ( عليه السلام ){[25499]} ، غضبه{[25500]} .

يقال : سَكَتَ سَكَتاً ، إذا سَكَنَ{[25501]} ، وسَكَتَ سُكُوتاً وسُكْتاً ، إذا قطع الكلام{[25502]} .

{ أخذ الالواح }[ 154 ] .

أي : أخذها بعدما ألقاها{[25503]} ، وقد ذهب منها ما ذهب{[25504]} .

وقيل{[25505]} المعنى : ولما سكت موسى ، ( عليه السلام ){[25506]} ، عن الغضب ، مثل : أدخلت القلنسوة{[25507]} في رأسي{[25508]} .

{ وفي نسختها هدى ورحمة }[ 154 ] .

أي : فيما كتب منها هدى ورحمة ، { للذين هم لربهم يرهبون }[ 154 ] ، أي : يخافون{[25509]} الله ، ( عز وجل{[25510]} ) .

وقيل المعنى : في الذي وجد فيها بعدما تكسرت هدى ورحمة{[25511]} .

وقال ابن كيسان : جددت له في لوحين{[25512]} .


[25490]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[25491]:انظر: المصدر السابق.
[25492]:إعراب القرآن للنحاس 2/154، من غير تقدير المعنى، والمحرر الوجيز 2/459، وتفسير القرطبي 7/187، والبحر المحيط 4/396، وفيه: "وهذا على طريقة البصريين لا يتمشى؛ لأن فيه حذف المصدر وإبقاء معموله. وهو لا يجوز عندهم إلا في الشعر، وأيضا فهذا التقدير يخرج الكلام عن الفصاحة"، والدر المصون: 3/350.
[25493]:في الأصل: الكوفييون، وهو سهو ناسخ.
[25494]:إعراب القرآن للنحاس 2/154، وتفسير القرطبي 71/86، والبحر المحيط 4/396.
[25495]:هو: همام بن غالب بن صعصعة التيمي الدارمي، أبو فراس، المشهور بالفرزدق. يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب. توفي سنة110هـ. انظر طبقات ابن سلام 2/298 وما بعدها، ووفيات الأعيان 6/86 وما بعدها.
[25496]:في الأصل: لقدتها، باللام، وهو تحريف ليس بشيء.
[25497]:إعراب القرآن للنحاس 2/154، بلفظ: "قال الكسائي: حدثني من سمع الفرزدق يقول:..."، وتفسير القرطبي 7/186، بلفظ النحاس. وفي معاني القرآن للفراء 1/233: "قال الفراء: قال الكسائي: سمعت بعض العرب يقول: "نقدت لها مائة درهم، يريدون: نقدتها مائة، لامرأة تزوجها".
[25498]:معاني القرآن 1/340، بلفظ:...، وقال بعضهم: من أجل ربهم يرهبون، وإعراب القرآن للنحاس 2/154، وعنه نقل مكي، وتفسير القرطبي 7/187، بإضافة: لا رياء ولا سمعة، والبحر المحيط 4/396، بلفظ: وقال الأخفش: هي لام المفعول له،...، والدر المصون 3/350 بلفظ: إن اللام لام العلة، وعلى هذا فمفعول {يرهبون} محذوف، تقديره: يرهبون عقابه لأجله، وهذا مذهب الأخفش"، وحاشية الجمل على الجلالين 3/119 من غير نسبة. انظر: جامع البيان 13/138.
[25499]:ما بين الهلالين ساقط من "ج" وفي "ر" رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[25500]:جامع البيان 13/138، بتصرف. وقال الأخفش في معاني القرآن 1/339: "وقال بعضهم: "سكن"، إلا أنها ليست على الكتاب، فيقرأ {سكت}، وكل من كلام العرب". انظر: المختصر في شواذ القرآن 51.
[25501]:إذا سكن، لحق في ج. وكذلك: وسكتا، من غير علامة الإلحاق.
[25502]:معاني القرآن للزجاج 2/379.
[25503]:في الأصل: ما لقها، وهو تحريف.
[25504]:جامع البيان 13/138.
[25505]:وهو قول عكرمة في تفسير القرطبي 7/186.
[25506]:ما بين الهلالين ساقط من (ج) و(ر).
[25507]:القلنسوة: بفتح القاف. المختار/قلس.
[25508]:معاني الزجاج 2/379، بلفظ: "...: ولما سكت موسى عن الغضب، على القلب، كما قالوا: أدخلت القلنسوة في رأسي، المعنى: أدخلت رأسي في القلنسوة". انظر: المحرر الوجيز 2/459، وتفسير القرطبي 7/186، والبحر المحيط 4/396.
[25509]:جامع البيان 13/138، بتصرف. وقوله: أي: يخافون، كرر في "ر".
[25510]:ما يبن الهلالين ساقط من "ج" و"ر".
[25511]:انظر: تفسير البغوي 3/285، وتفسير القرطبي 7/186، والبحر المحيط 4/394.
[25512]:انظر: المصادر نفسها.