الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ سَيَنَالُهُمۡ غَضَبٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَذِلَّةٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُفۡتَرِينَ} (152)

ثم قال تعالى مخبرا عما يؤول إليه أمر الذين اتخذوا العجل إلاها : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم{[25478]} }[ 152 ] ، أي : اتخذوه إلاها{[25479]} .

قال ابن جريج : الغضب لمن مات ممن اتخذ العجل قبل أن يرجع موسى ، ولمن فر إذ أمرهم أن يقتل بعضهم بعضا{[25480]} ، [ وهي توبتهم{[25481]} ] .

وقيل الذلة{[25482]} : أخذ الجزية{[25483]} .

{ وكذلك نجزي المفترين }[ 152 ] .

قال{[25484]} ابن عيينة : كل صاحب بدعة ذليل{[25485]} .

وقيل الذلة : هو ما رأوه من ضلالتهم{[25486]} ، وهو قوله : { ورأوا أنهم قد ضلوا }[ 149 ]{[25487]} .


[25478]:الأعراف آية 152.
[25479]:جامع البيان 13/133، ومعاني القرآن للزجاج 2/379، وتفسير البغوي 3/285.
[25480]:التفسير 137، وجامع البيان 13/134، وفيه "وهذا الذي قاله ابن جريج، وإن كان قولا له وجه، فإن ظاهر كتاب الله مع تأويل أكثر لخلافه. انظر بقية تعقيبه فهو مفيد. وبشأن قتل بعضهم بعضا المومأ إليه في قوله تعالى: {فاقتلوا أنفسكم}. انظر: الهداية: تفسير سورة البقرة: 53.
[25481]:زيادة من "ج" وفي "ر": وهي توبة لهم.
[25482]:في الأصل، وقيل: الغضب والذلة. وأثبت ما في "ج" و"ر"، ومصادر التوثيق أسفله.
[25483]:انظر: معاني القرآن للزجاج 2/379. وهو قول ابن عباس في تفسير البغوي 3/285، وزاد المسير 3/265. قال القرطبي في تفسيره 7/185: "وفيه بعد؛ لأنه الجزية لم تأخذ منهم، وإنما أخذت من ذرياتهم". انظر: المحرر الوجيز 2/458، وفتح القدير 2/285.
[25484]:في الأصل: وقال.
[25485]:جامع البيان 13/136، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1571، وتفسير ابن كثير 2/249، والدر المنثور 3/565، وانظر: زاد المسير 3/266.
[25486]:في ج: من ضلالهم.
[25487]:انظر: أقوالا أخرى في البحر المحيط 4/395.