الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ} (156)

قوله : { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا /إليك }[ 156 ] ، [ الآية ]{[25572]} .

[ والمعنى : إن الله{[25573]} أعلمنا أن موسى{[25574]} دعاه فقال : { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة } ، وهي الصالحات من الأعمال{[25575]} ، { وفي الآخرة } أي : المغفرة{[25576]} .

قال ابن جريج : { حسنة } مغفرة{[25577]} .

{ إنا هدنا إليك{[25578]} }[ 156 ] .

أي : تبنا{[25579]} .

وقال علي : إنما سميت اليهود يهودا ؛ لأنهم قالوا : { هدنا إليك }{[25580]} .

قال الله ، ( عز وجل{[25581]} ) : { عذابي أصيب به من أشاء }[ 156 ] .

أي : كما أصبت{[25582]} هؤلاء أصيب من أشاء من خلقي بعذابي{[25583]} .

{ ورحمتي وسعت كل شيء }[ 156 ] .

أي : عمت خلقي كلهم{[25584]} .

وقيل المعنى : إنه خصوص ، والمعنى : ورحمتي وسعت المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم{[25585]} ، { فسأكتبها للذين يتقون }{[25586]}[ 156 ] .

قال ابن عباس : جعل الله ، ( عز وجل ){[25587]} ، الرحمة لهذه الأمة{[25588]} .

وروى سفيان : أن إبليس لما سمع : { ورحمتي وسعت كل شيء } قال : أنا من " الشيء " فنزعها الله ( عز وجل ){[25589]} من إبليس ، فقال : { فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون }[ 156 ] ، فقالت اليهود : نحن نتقي ونؤتي الزكاة ، ونؤمن بآيات ربنا فنزعها الله من اليهود ،


[25572]:زيادة من "ج" و"ر".
[25573]:في "ر": إن الله عز وجل.
[25574]:في "ر" صم صلى الله عليه وسلم.
[25575]:جامع البيان 13/152.
[25576]:المصدر نفسه، باختصار.
[25577]:المصدر نفسه، والدر المنثور 3/571. تنظر: أقوال أخرى في تفسير ابن أبي حاتم 5/1576.
[25578]:زيادة من "ج" و"ر".
[25579]:وهو قول: ابن عباس، وسعيد بن جبير، وإبراهيم التيمي، وقتادة والسدي، ومجاهد، وأبي العالية، والضحاك، كما في جامع البيان 13/152. انظر: تفسير ابن أبي حاتم 5/1577، وزاد المسير 3/270.
[25580]:جامع البيان 13/155، وانظر: تفسير ابن كثير 2/250.
[25581]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25582]:في الأصل: صبت وفي "ج" طمست الأرضة جزءا منها، وأثبت ما في "ر".
[25583]:جامع البيان 13/156، بتصرف.
[25584]:جامع البيان 13/156.
[25585]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25586]:جامع البيان 13/156، بلفظ: "فقال بعضهم: مخرجه عام، ومعناه خاص، والمراد به: ورحمتي...واستشهد بالذي بعده من الكلام، وهو قوله:...، الآية".
[25587]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[25588]:جامع البيان 13/156، وتفسير الماوردي 2/267، وزاد المسير 3/271.
[25589]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".