- ثم قال تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) .
- " كلا " عند أبي حاتم بمعنى " ألا " . ولا يوقف عليها {[74398]} .
ويوقف عليها عند غيره ، على معنى : ليس الأمر كما يقول هؤلاء المكذبون بيوم الدين : إن لهم عند الله زلفة يوم القيامة لكنهم عن ربهم يومئذ {[74399]} لمحجوبون فلا يرونه ولا يرون شيئا من كرامته {[74400]} .
وقول أبي حاتم أبين في [ هذا الموضع ] {[74401]} من {[74402]} " كلا " لأن هذا {[74403]} التقدير ليس هو في ظاهر لكلام ، ولا في الكلام ما يدل عليه . ففيه تعسف . [ ودل الله المؤمنين {[74404]} ، بهذه الآية {[74405]} ، أنهم لا يحجبون عن ربهم وعن النظر إليه .
قال مالك رحمه الله : في هذا دليل على أن ثم قوم لا يحجبون عن الله وينظرون إليه/ {[74406]} .
وبه استدل الشافي على النظر إلى الله عز وجل يوم القيامة {[74407]} . وقد قدره منكرو {[74408]} النظر إلى الله على معنى أنهم عن كرامة ربهم لمحجوبون {[74409]} .
وهذا لا يجوز عند أحد من النحويين ، ولو جاز هذا لجاز : " جاءني زيد " ، تريد {[74410]} غلام زيد أو كرامة زيد {[74411]} .
وفي جواز هذا نقض كلام العرب كله . ولا يجوز إخراج الكلام عن {[74412]} ظاهره إلا لضرورة {[74413]} تدعو إلى ذلك {[74414]} مع امتناع {[74415]} جوازه على ظاهره ، فإذا امتنع جواز الكلام على ظاهره ، جاز الإضمار الذي يسوغ معه جواز الكلام . ولا ضرورة تدعو إلى إضمار هنا على مذهب أهل السنة .
قال الحسن : يكشف ( الحجاب ) {[74416]} فينظر إليه المؤمنون دون الكافرين ، ثم يحجب الكافرون {[74417]} ، وينظر إليه المؤمنون {[74418]} كل يوم غدوة وعشية {[74419]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.