- ثم قال تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
( كلا ) عند أب حاتم لا يوقف عليها . وهي بمعنى " ألا " [ و ] {[74378]} بمعنى " حقا " {[74379]}
ويوقف عليها عند غيره ، على معنى : ليس الأمر على ما قال هؤلاء المكذبون {[74380]} بيوم الدين : إن آياتنا أساطير {[74381]} الأولين .
ثم ابتدأ فأخب ما نزل بهم حين كفروا بالبعث فقال : ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ، أي : ( بل ) {[74382]} ران على قلوبهم إثم ذنوبهم وكفرهم حتى غطاها ، فلا يبصرون الصواب من الخطأ .
يقال {[74383]} رانت الخمر على عقله : إذا غلبت {[74384]} ( عليه ) {[74385]} . وغانت بمعناه {[74386]} .
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا أذنب العبد نُكِتَ ( في ) {[74387]} قلبه نكتة سوداء ، فإن {[74388]} ( تاب ) {[74389]} صقل منها ، فإن عادت حتى تعظم في قلبه . فذلك قوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) " {[74390]} .
وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت {[74391]} .
قال مجاهد : القلب مثل الكف . فإذا أذنب انقبض-وقبض مجاهد أصبعا-قال : فإذا أذنب انقبض-وقبض مجاهد أصبعا آخر {[74392]}- ثم كذلك حتى ينقبض كله- وقبض مجاهد أصابعه على الكف- قال : ثم يطبع عليه . فكانوا يرون أن ذلك هو الرين {[74393]} . قال قتادة : هو " الذنب على الذنب حتى يرين {[74394]} على القلب فيسود " {[74395]} .
قال ابن زيد : ( بل ران ) ، أي غلبت على قلوبهم ذنوبهم ، فلا يخلص إليها معها {[74396]} خير {[74397]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.