الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ} (21)

ثم قال تعالى : ( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ )

أي : بل ما يقول هؤلاء إنه شعر وسحر {[74894]} [ وكهانة ] {[74895]} قرآن مجيد محفوظ من أن يغير في لوح .

قال ابن جبير : مجيد " كريم " {[74896]} وقاله قتادة {[74897]} .

قال مجاهد : ( في لوح محفوظ ) ال : " في أم الكتاب " {[74898]} .

ومن رفع ( مَّحْفٌوظٌ ) {[74899]} ، جعله نعتاً للقرآن ، بمعنى أنه محفوظ أن يغيره أحد بزيادة أو نقص . ودل على ذلك قوله : ( وإنَّا لَهُ لَحَافِظُون ) {[74900]} . ومن خفض {[74901]} ، جعله نعتا للوح ، أي : القرآن في لوح عند الله محفوظ {[74902]} ، وهو اللوح المحفوظ .

كما قال مجاهد : هو أم الكتاب .

وقال قتادة : ( فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٌ ) " عند الله " {[74903]} .

وقال انس بن مالك : " إن اللوح المحفوظ {[74904]} الذي ذكر الله في جبهة إسرافيل " {[74905]} .

وقرأ محمد اليماني {[74906]} : بل هو قرآن مجيد {[74907]} بالإضافة على معنى : بل هو قرآن رب مجيد {[74908]} .

قال ابن عباس : خلق الله اللوح المحفوظ من درة {[74909]} بيضاء دفتاه [ ياقوتة ] {[74910]} حمراء ، قلمه نور ، ينظر إليه كل يوم ثلاثمائة {[74911]} وستين نظرة ، يحيي في كل نظرة ويميت ويعز ويذل ، ويفعل ما يشاء لا إله إلا هو {[74912]} .


[74894]:ث: وسجع وكذا في جامع البيان 308/149.
[74895]:م: وكاهن.
[74896]:جامع البيان 30/140.
[74897]:انظر: المصدر السابق، 30/140.
[74898]:المصدر السابق، والدر 8/471.
[74899]:م، ث: محفوظاً. وقد قرأ بالرفع (مَّحْفُوظ) ابن محيصن من المكيين ونافع من المدنيين في جامع البيان 30/140 وانظر: قراءة نافع في السبعة 678 والمبسوط: 466 والغاية: 290 والعنوان: 206 وفي المحرر 16/273 هي قراءة نافع بخلاف عنه وقراءة الأعرج، انظر: ذلك أيضاً في البحر 8/453 حيث حكاها أيضاً عن زيد بن علي.
[74900]:الحجر: 9 وانظر: هذا التوجيه في جامع البيان 30/140 والمحرر 16/273.
[74901]:قرأ بالخفض باقي السبعة –غير نافع- انظر: السبعة: 678 وهي أيضاً قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف في المبسوط: 466 وانظر: النشر 2/399 والبحر 8/412 حيث حكاها عن الجمهور.
[74902]:انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 30/140.
[74903]:جامع البيان 30/140 والدر 8/471.
[74904]:ث: المفتوح.
[74905]:انظر: المصدرين السابقين.
[74906]:هو محمد بن عبد الرحمن بن السميفع أبو عبد الله اليماني، قال ابن الجزري: "له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه... قيل: إنه قرأ على نافع وقرأ أيضاً على طاوس بن كيسان، وقرأ عليه، إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف" الغابة 2/161-162.
[74907]:انظر: المحرر 16/272 وتفسير القرطبي 19/299 وحكاها أيضاً عن أبي حيوة. وانظر: البحر 8/452 وفيه أن "قراءة الجمهور (قرآن مجيد) صفة وموصوف". وذهب ابن خالويه في الحجة: 368 إلى أنه "لا خلاف في رفعه".
[74908]:انظر:16/272 والبحر 8/452 حيث ذكر هذا التوجيه عن ابن خالويه فيما سمعه من ابن الأنباري.
[74909]:ث: ذرة
[74910]:م: يقوتة.
[74911]:ث: ثلاثة مائة.
[74912]:في الدر 8/472 نقلاً عن أبي الشيخ وابن مردويه فيما أخرجاه عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خَلَقَ الله لَوْحاً من درة بيضاء، دفتاه من زَبَرْجَدَةٍ خَضرَاء، كِتابهُ من نورٍ، يَلْحَظُ إِليهِ في كل يوم ثلاثمائة وستين لَحْظَةٍ، يُحْيِي ويُميت ويَخْلُقُ ويَرْزُقُ ويُعِزُّ ويُذِلُّ ويَفْعَلُ ما يَشَاءُ.