الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ} (4)

ثم قال تعالى : ( قتل أصحاب الاخدود ، النار ذات الوقود )

أي لعن أهلك أصحاب الأخدود أخبرنا الله جل ذكره أنه أهلكهم ولعنهم .

ذكر {[74833]} علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنهم كانوا أهل كتاب وكانت الخمر أحلت لهم ، فشربها ملك من ملوكهم حتى [ ثَمِلَ ] {[74834]} ، فتناول أخته [ زاد عبد بن حميد : أو ابنته ، وذكر القصة ، وفيه : ذهب هذا في الناس بأسره خطبتهم فحرمته عليهم ] {[74835]} ، فوقع عليها ، فلما زال {[74836]} عنه السكر ندم ، فقال لأخته : ويحك ، ما {[74837]} المخرج {[74838]} مما ابتليت به ؟ فقالت : اخطب الناس فقل {[74839]} : يا أيها الناس ، [ إن الله ] {[74840]} قد أحل نكاح الأخوات . ففعل ، [ فتبرأ ] {[74841]} الناس منه ومن قوله ، وقالوا : ما جاءنا به نبي ولا وجدناه في كتاب !

فرجع إلى أخته نادما فقال لها : وريحك ! إن الناس قد أبوا علي أن يقروا بذلك ، فقالت [ ابسط ] {[74842]} عليهم السياط ، ففعل ، فأبوا أن [ يقروا ] {[74843]} له ، فرجع إليها فقالت : ( اخطبهم ، فإن أبوا فجرد فيهم السيف ، ففعل فأبوا ) ، فرجع إليها فقالت {[74844]} : خد لهم الأخدود ، ثم اعرض عليها أهل مملكتك ، فمن أقر {[74845]} وإلا فاقذفه في النار ، ففعل ، فمن لم يقروا [ له ] {[74846]} بتحليل الأخوات قذفه في النار ، فلم يزالوا من ذلك الوقت يستحلون الأخوات والبنات والأمهات {[74847]} .

/وبقايا [ أصحاب ] {[74848]} الأخدود الآن مجوس يعبدون النار . ولذلك ، قال بعض العلماء فيهم [ أن يسن فيهم ] {[74849]} سنة أهل الكتاب {[74850]} .


[74833]:أ: وعن.
[74834]:م، ث مل، أ، تملا.
[74835]:ساقط من م.
[74836]:أ: ذهب.
[74837]:أ: فما.
[74838]:ث: الخروج.
[74839]:أ: وقل.
[74840]:ساقط من م.
[74841]:م: فتبر.
[74842]:م: بسط.
[74843]:م: أ: يقر.
[74844]:ساقط من أ.
[74845]:أ: أقرا.
[74846]:زيادة من أ، ث.
[74847]:انظر: جامع البيان 30/132 والدر 8/467، وليس فيه قوله: "فلم يزالوا... إلى لآخره".
[74848]:م، ث: صحب، أ: صحب.
[74849]:م: اسين بهم. ث: أن يسن بهم.
[74850]:ذكر الطبري في جامع البيان 30/132 عن ابن أبزى أنه لما رجع المهاجرون من بعض الغزوات بلغهم نعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال بعضهم لبعض: أي الأحكام تجري في المجوس وإنهم ليسوا بأهل كتاب، وليسوا من شيء في العرب؟ فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قد كانوا أهل كتاب وقد كانت الخمر أحلت لهم ثم ذكر الحديث.