تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (34)

وقوله تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ) أي أجاب له ربه ، فصرف عنه كيدهن .

هذا يدل على أن الدعاء كان في قوله : ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن ) ليس في قوله : ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) إنما هو خبر أخبره حين[ في الأصل وم : حيث ] أخبر أنه أجاب له ربه ، فصرف كيدهن .

وقوله تعالى : ( إنه هو السميع العليم ) السميع لكل قول وكلام ، خفيا كان على الخلق أو ظاهرا العليم به لا يخفى عليه شيء .

وقوله تعالى : ( وإلا تصرف عني كيدهن ) ( فصرف عنه كيدهن ) دلالة أنهن كن يدعونه إلى ذلك من وجه كان يخفى[ أدرج قبلها في الأصل وم : لا ] عليه ، ولم يشعر به ، فالتجأ إلى الله في صرف ذلك عنه .