تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ لَا يَأۡتِيكُمَا طَعَامٞ تُرۡزَقَانِهِۦٓ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِيلِهِۦ قَبۡلَ أَن يَأۡتِيَكُمَاۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ إِنِّي تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (37)

وقوله تعالى : ( قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ) هذا ، والله أعلم ، كأن يقول لهم ذلك ليعرفهم أن عنده علم ما لا يحتاج إليه . فعلم ما يحتاج إليه أحرى أن يعلم ذلك . وهذا ، والله أعلم ، منه احتيال ، لينزعهم عما هم فيه من عبادة الأوثان وعبادتهم لغير الله ، ويرغبهم في توحيد الله وصرف العبادة إليه .

ولهذا قال : ( ذلكما مما علمني ربي ) هذا باللطف ما أضاف إليه أنه علمه ، وإلا باختلاف الملائكة إليه ، وذلك لطف من الله تعالى للرسل ، عليهم الصلاة والسلام .

وقوله تعالى : ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ) تأويله ، والله أعلم ، أي لا يأتيكما طعام ، رأيتما آثار ذلك في المنام ، إلا نبأتكما بتأويل ذلك [ قبل أن يأتي ذلك ][ من م ، ساقطة من الأصل ] .

وقوله تعالى : ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ) تأويله ، والله أعلم ، أي لا يأتيكما طعام ، رأيتما آثار ذلك في المنام ، إلا نبأتكما بتأويل ذلك [ قبل أن يأتي ذلك ][ من م ، ساقطة من الأصل ] .

وقوله تعالى : ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله ) أخبر أنه ترك ( ملة قوم لا يؤمنون بالله ) وقوله : ( ملة قوم لا يؤمنون بالله ) ليس أنه كان [ فيها ، ثم تركها ، ولكن تركها ابتداء ما لو لم يكن تركها ][ في الأصل : فيه ثم تركه ، في م : فيه ثم تركه ولكن ابتداء ما لو لم يكن تركه ] كان آخذا بغيرها .

وهو كقوله : ( رفع السموات )[ الرعد : 2 ] ليس أنها كانت موضوعة ، فرفعها ، ولكن رفعها أول ما خلقها ، وكذلك قوله : ( والأرض وضعها للأنام )[ الرحمن : 10 ] ليس أنها [ كانت مرفوعة ، ثم وضعها ، أي أنشأها ][ من م ، ساقطة من الأصل ] مرفوعة وموضوعة ، وكقوله ( يخرجهم من الظلمات إلى النور )[ البقرة : 257 ] ليس أنهم كانوا فيها ، فأخرجهم ، ولكن عصمهم حتى لم يدخلوا فيها . فعلى ذلك الآية ، والله أعلم .