وقوله تعالى : ( ودخل معه السجن فتيان ) الفتيان : قيل : عبدان[ في الأصل وم : عبدين ] للملك ، غضب عليهما الملك ( قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً ) قال بعضهم : أرض ، يدعى العنب بها خمرا ، أو سمي خمرا باسم سببه أو باسم أصله . وجائز في اللغة تسمية الشيء باسم سببه أو باسم أصله .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا ) كان أحدهما خباز الملك ، والآخر ساقيه ( نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ) قال بعضهم : إحسانه في السجن لما كانوا رأوه يداوي المرضى ، ويعزي حزينهم ، ويجتهد في نفسه في العبادة لربه . هذا يحتمل ، [ أو ][ ساقطة من الأصل وم ] لعله كان يبر أهل السجن ، ويصلهم ، ويجتهد في العبادة لله في الصلاة له والصوم وأنواع العبادة التي تكون في ما بينه وبين ربه ، فسمياه[ في الأصل وم : فسماه ] محسنا لذلك .
ويشبه أن يكون [ ما ][ ساقطة من الأصل وم ] قالوا : ( إنا نراك من المحسنين ) لما آتاه ربه سيماء الخير وآثاره ، أو يدعوهم إلى توحيد الله والعبادة له [ وخلع أنفسهم ][ في الأصل وم : وخلقهم ] عن عبادة الأصنام والأوثان والانتزاع من ذلك ، فسموه[ في الأصل وم : فسمياه ] محسنا لذلك .
ويحتمل قوله تعالى : ( إنا نراك من المحسنين ) لما رأوه أحسن إلى أهل السجن ، ويحتمل الإحسان ههنا العلم : إنا نراك من العالمين ، وهو قول الفراء .
وقوله تعالى : ( نبئنا بتأويله ) سمى التعبير تأويلا ؛ لأن التأويل هو الإخبار عن العواقب . لذلك سمياه[ في الأصل وم : سموا ] تأويلا ، ثم خرج تأويل الذي كان بعصر الخمر على العود إلى ما كان في أمره من السقي للملك ، وهو كان ساقيه على ما ذكرنا . فلما رأى أنه دام على أمره بالعود إلى أمره الذي كان فيه .
والآخر كان خبازا على ما ذكر ، وهو إنما كان يخبز للناس . فلما رأى أنه حمل الخبز على رأسه ، وأنه تأكل الطير منه ، علم أنه يخرج من الأمر الذي كان فيه . وخروجه يكون بهلاكه ، لأنه كان /252-بن قبل يخبز للناس ، فصار يخبز لغيرهم . فاستدل بذلك على خروجه من أمره وعمله . لكنه أخبر أنه يصلب لأنه كان قائما منتصبا ، فأول على ما كان أمره ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.