تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ} (32)

وقوله تعالى : ( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ) بقولهن : ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ) أي إنكن لمتنني فيه /252-أ/ [ أني راودته ][ من م ، في الأصل : أراوده ] عن نفسه ، وأنتن قطعتن أيديكن إذ رأيتنه[ في الأصل وم : رأيتن ] ، وأنكرتن أن يكون هذا بشرا ، فذلك أعظم .

وقوله تعالى : ( ولقد راودته عن نفسه ) أي دعوته إلى نفسي ، ( فاستعصم ) قيل : امتنع كقوله : ( لا عاصم اليوم من أمر الله )[ هود : 43 ] أي لا مانع .

ويشبه قوله : ( فاستعصم ) بالله أو بدينه ونبوته أو بعقله . هذا يدل على أنه لم يكن منه ما قال أهل التأويل من حل السراويل ونحوه . حين[ في الأصل وم : حيث ] قالت ( فاستعصم ) .

وقوله تعالى : ( وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ ) قالت ذلك امرأة العزيز ( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونا مِنَ الصَّاغِرِينَ ) يشبه أن يكون قولها ( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونا مِنَ الصَّاغِرِينَ ) في السجن ، أو ( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونا مِنَ ) المذلين ( الصاغرين ) [ والصاغر ][ ساقطة من الأصل وم ] هو الذليل لأنه قال : ( لامرأته أكرمي مثواه )[ الآية : 21 ] فكان مكرما عندها معظما .

فلما [ أبى ما راودته قالت ][ في الأصل وم : أتى ما راودته فقالت ] ( لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَا مِنَ الصَّاغِرِينَ ) أي من الذليلين .