تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٖ} (20)

الآية 20 : وقوله تعالى : { وما ذلك على الله بعزيز } قال أهل التأويل : أي عليه هين يسير . ولكن عندنا ، والله أعلم ، { وما ذلك على الله بعزيز } أي ذهابكم وفناؤكم ليس بشديد عليه ، ولا شاق ؛ ليس كمملوك الأرض إذا [ ذهب شيء من مملكتكم ]{[9546]} يشتد ذلك عليهم .

فأما الله سبحانه وتعالى فلا يزيد الخلق في سلطانه ولا في ملكه ، ولا ينقص فناؤهم وذهابهم منه شيئا كقوله : { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } [ المائدة : 54 ] أي أشداء{[9547]} عليهم ، وهو ما وصفهم عز وجل { أشداء على الكفار رحماء بينهم } [ الفتح : 29 ] ذكر مكان الشدة العزة وكان الذلة ههنا الرحمة .

ويكون{[9548]} قوله : { وما ذلك على الله بعزيز } أي ما بعثكم وإحياؤهم بعد الممات على الله بشاق ولا شديد .


[9546]:في الأصل وم: شيء من مملكتكم.
[9547]:في الأصل وم: شديد.
[9548]:في الأصل وم: أو أن يكون.