تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلٗاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ} (43)

وقوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) أي قالوا ( لست مرسلا ) أي لم[ في الأصل وم : لن ] يبعثك الله رسولا ، وهم كانوا يقولون كذلك له ، أمره[ في الأصل وم : فأمره ] أن يقول لهم : ( كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) أني نبي ، ورسول[ الواو ساقطة من الأصل وم ] الله إليكم بالآيات التي آتي بها .

أو كان قال لهم هذا لما بالغ في الحجاج والبراهين في إثبات الرسالة والنبوة ، وفلم يقبلوا ذلك ، فأيس من تصديقهم . فعند ذلك قال : ( كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ومن عنده علم الكتاب ) أي يعلم من كان عنده علم الكتاب ؛ يعني التوراة [ والإنجيل ][ ساقطة من الأصل وم ] فيشهد أيضا أني رسول ، ونبي[ الواو ساقطة من الأصل وم ] ، أي يعلم من كان عنده علم الكتاب أني على حق ، وأني رسول الله ، وهو كقوله : [ ( أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل )[ الشعراء : 197 ] ][ من م ، في الأصل : ( ولم يكن لهم من شركائهم )[ الروم : 13 ] ] وقوله : ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )[ النحل : 43 ، والأنبياء : 7 ] .

ومن قرأ بالخفض : ومن عندِه : ( علم الكتاب ) فتأويله ، والله أعلم : أي من عند الله جاء علم هذا الكتاب ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )[ فصلت : 42 ] وكذلك روي في بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ ومن عنده ( علم الكتاب ) بالخفض .

وأما القراء جميعا فإنهم يختارون بالنصب ( ومن عندَه علم الكتاب ) .

قال أبو عبيد : ومن عندِه بخفض الميم والدال ، ورفع العين [ عُلِمَ الكتاب ][ ساقطة من الأصل وم انظر معجم القراءات القرآنية ج3/222 ] ، قال : لا أدري عمن هو .

وروي عن عبد الله بن سلام أنه قال : في نزل : ( ومن عنده علم الكتاب ) هذا يؤيده أن يثبت قول أهل التأويل حين[ في الأصل وم : حيث ] قالوا : ( ومن عنده علم الكتاب ) عبد الله بن سلام وأصحابه [ والله أعلم بالصواب ][ ساقطة من م ] .

تم بعون الله المجلد الثاني ، ويليه الثالث وأوله سورة إبراهيم .