تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا لَٰعِبِينَ} (16)

الآية 16 : وقوله تعالى : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين } أخبر أنه لم يخلق السماء والأرض وما بينهما [ لتكونا ] {[12553]} سماء وأرضا على ما هما عليه ، ثم تفنيان ، وتبيدان . ولكن خلقهما لعاقبة قصدها ، وهي{[12554]} أن يمتحن أهلها ، لأن من عمل في الشاهد عملا ، لا يقصد به عاقبة يأمل ، ويرجو أمرا ، فهو في عمله عابث لاه{[12555]} ، ولو كان على ما عند أولئك الكفرة بأن لا بعث ، ولا حساب ، ولا جزاء ، ولا ثواب ، لكان إنشاؤها وما بينهما باطلا لعبا كقوله : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115 ] صير عدم الرجوع إليه خلقهم شيئا باطلا .

وقال الحسن : لم يخلقهما عبثا ، ولكن خلقهما لحكمة ؛ من نظر إليهما دلاه{[12556]} على وحدانية منشئهما وسلطانه وقدرته وحكمته وعلى علمه وتدبيره .


[12553]:من م، ساقطة من الأصل.
[12554]:في الأصل و م: وهو.
[12555]:في الأصل و م: لاغ.
[12556]:في الأصل و م: دالان.