تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡۖ هَٰذَا ذِكۡرُ مَن مَّعِيَ وَذِكۡرُ مَن قَبۡلِيۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡحَقَّۖ فَهُم مُّعۡرِضُونَ} (24)

الآية 24 : وقوله تعالى : { أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم } فيه دلالة لزوم الدليل على النافي ، لأنه لما قال : { هاتوا برهانكم } كان لهم أن يقولوا : هات أنت البرهان على ما ادعيت من الألوهية ، ونحن ننكر ذلك . فإذا لم يكونوا يقولون ذلك دل أن الدلالة تلزم النافي .

وقوله تعالى : { هذا ذكر من معي وذكر من قبلي } أي هذا القرآن [ { ذكر من معي وذكر من قبلي } ]{[12572]} . قال بعضهم : هذا القرآن فيه { ذكر من معي } من الحلال والحرام لهم { وذكر من قبلي } أي فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وأخبارهم وما صنع الله بهم إلى ما صاروا إليه .

أو يكون قوله : { هذا ذكر من معي } أي خبر من معي { وذكر من قبلي } أي خبر من قبلي ، فيكون فيه دليل رسالته لأنه أخبر عن أنباء الأمم السالفة وأخبارهم على ما ذكرت في كتبهم من غير أن يعلم ما في كتبهم [ أو ]{[12573]} يتعلم منهم ، أو ينظر [ ما ] {[12574]} كان منه فيها ليعلموا أنه إنما عرف ذلك بالله .

ويشبه أن يكون تأويل قوله : { هذا ذكر من معي وذكر من قبلي } ما ذكر { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } [ الأنبياء : 25 ] أي { هذا ذكر من معي } وذكر الرسل من قبلي ومن معهم ، أي هذا الذكر أرسلني إلى من معي وأرسل الذين من قبلي إلى قومهم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون } كذلك كانوا لا يعلمون الحق بإعراضهم عنه .


[12572]:من م، ساقطة من الأصل.
[12573]:ساقطة من الأصل و م.
[12574]:ساقطة من الأصل و م.