الآية1 : وقوله تعالى : { اقترب للناس حسابهم } قال الحسن : أي محاسبتهم .
وقوله تعالى{ وهم في غفلة معرضون } ظاهر هذا أنه نزل في المشركين لأنها نزلت بمكة ، وكان أكثر أهلها أهل شرك . لكن لأهل الإسلام في ذلك [ حظ وشرك في ما وصفهم بالغفلة عن ذلك ]{[12530]} والإعراض عنه .
وأهل الإسلام قد يغفلون عن الحساب ، إلا أن غفلة أهل الكفر غفلة تكذيب ، وإعراضهم تكذيب بالحساب والآيات التي أنزلها عليهم . وغفلة أهل الإسلام ليست كذا ، قد آمنوا بالحساب ، وصدقوا بآياته ، وعرفوها ، لكنهم غفلوا عن الحساب لشهوات مكنت فيهم ، وغلبت شهواتهم ، وأغفلتهم عنه [ فهم من ] {[12531]} هذه الجهة كأولئك . فأما من جهة الإيمان به والتصديق بالآيات فليسوا كأولئك .
ثم وصف الحساب والساعة بالقرب والدنو والإتيان كقوله : { اقتربت الساعة } [ القمر : 1 ] وقوله : { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] وقوله{[12532]} : { اقترب للناس حسابهم } وأمثاله . هي قريبة كالمأتية عند الله تعالى عرف جملة الأوقات ، فهي في جملة ما عرف قريبة كالمأتية .
و أما الخلق [ فإنهم قد استعبدوها لأنهم ] {[12533]} إنما يقدرون ذلك بآجالهم وأعمارهم ، وما جاوز أعمارهم فهو عندهم بعيد ليس بقريب . وهذا إنما يكون بعد ذهاب أعمارهم .
وقال قتادة : ذكر أنه لما نزلت هذه الآية { اقترب للناس حسابهم } والآية{[12534]} : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } [ النحل : 1 ] قال ناس من أهل الضلال : يزعم هذا الرجل أن الساعة قد اقتربت ، فتناهوا قليلا ، ثم عادوا إلى أعمالهم{[12535]} . وكذلك قالوا في قوله : { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] تناهوا عنها . ثم لما تأخر ذلك عنهم عادوا إلى ما كانوا من قبل . هذا لأنهم فهموا من قرب الساعة وإتيان أمره وقتا يقرب ، ومدة تدنو . فلما مضى ذلك وقع عندهم أن الخبر كذب ، فكذبوه لأنهم إنما قدروه بآجالهم وما عرفوا هم من القرب والدنو .
وقوله تعالى : { وهم في غفلة معرضون } ما ذكرنا من غفلة تكذيب وإعراض تكذيب بعدما عرفوا أنها آيات الله ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.