تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (11)

وقوله{[2]} تعالى : { الفردوس } قيل : هو بلسان الروم : بستان . سمى الله تعالى الجنة بأسماء مختلفة . منها : عَدْنُ ( ومنها نعيم ، ومنها مأوى ، ومنها فردوس ، وهي في ){[3]} الحقيقة واحد ، لأن العَدْنَ هو المقام ، والنعيم هو ما يُنْعِمُ ، ومأوى ، فهي كذلك . ثم فردوس وعدن ومأوى نعيم .

وروي في بعض الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الفردوس ربوة الجنة العليا ، وهي أوسطها وأحسنها ) ( الترمذي 3174 ) فإن ثبت هذا فهو ما ذكر . وعن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[4]} قال : { الذين هم في صلاتهم خاشعون }( المؤمنون : 2 ) الخشوع{[5]} الإقبال عليها . وعن ابن علي رضي الله عنه ( أنه ){[6]} قال : الخشوع في القلب ، وأن تلين كنفك للمرء المسلم ، وألا تلتفت في صلاتك . وقيل : التواضع ، وأصله ما ذكرنا .


[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.
[3]:- من ط ع، الواو ساقطة من الأصل.
[4]:- من ط ع، في الأصل: الشكر.
[5]:- من ط ع، في الأصل: ذا.
[6]:- نفسه.