تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن طِينٖ} (12)

الآية 12 : وقوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين }حر ، أي من أجود الطين . ذكر مرة{ من سلالة من طين } ومرة { من صلصال من حمإ مسنون }الحجر : ( 26 و 28 و 33 ) ومرة قال : { فإنا خلقناكم من تراب }( الحج : 5 ) ومرة ( قال ){[13299]} : { من صلصال كالفخار }( الرحمن : 14 ) ونحوه ، وهو آدم عليه السلام وذلك على تغيير الأحوال ، والله أعلم بالصواب .

قال القتبي في ( قوله : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين } ( المؤمنون : 12 ){[4]} يقال للولد : سلالة أبيه ، وللحمر سلالة ، ويقال : إنما جعل آدم من سلالة لأنه سل من كل تربة .

وقال أبو عوسجة : السلالة : الخالص من كل . قال أبو معاذ : النسل الولد ينسل من ( تحت ){[5]} كل شعرة . وقال القتبي : المضغة اللحمة الصغيرة ، سميت بذلك لأنها بقدر ما يُمضغ كما قيل : غرفة بقدر ما يغرف . وقوله : { في قرار مكين }أي( مكان حريز ){[6]} وهو الرحم أو الصلب ، أيهما كان فهو ما وصف .


[4]:- من ط ع، في الأصل: الشكر.
[5]:- من ط ع، في الأصل: ذا.
[6]:- نفسه.
[13299]:ساقطة من الأصل وم.