تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (3)

[ الآية 3 ] وقوله تعالى : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } كان يشتد على رسول الله تركهم الإيمان وتكذبهم إياه إشفاقا وخوفا عليهم وتعظيما وإجلالا لحقه حتى كادت نفسه تهلك حزنا على ذلك . [ وهو ]{[14588]} كقوله : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا } [ الكهف : 6 ] . والأسف ، هو النهاية في الحزن كقوله يعقوب : { يا أسفى على يوسف } [ يوسف : 84 ] . وقال / 381-أ/ بعضهم : الأسف ، هو النهاية في الغضب كقوله : { فلما آسفونا انتقمنا منهم } [ الزخرف : 55 ] قيل : أغضبونا .

وقد ذكرنا في سورة يوسف على ما ذكر الله رسوله ، ووصفه [ أنه ]{[14589]} كان مطبوعا بحزن وتأسف لمكان كفرهم وتكذيبهم كقوله : { عزيز عليه ما عنتم } الآية [ التوبة : 167 ] يحزن عليهم إشفاقا عليهم [ ويغضب عليهم ]{[14590]} لله تعظيما له وإجلاله لأمره لما ضيعوا أمره ونهيه .

وهكذا الواجب على كل من رأى آخر في فاحشة أو كبيرة أن يحزن ، ويترحم عليه ، ويغضب لله لما{[14591]} ارتكب من الفاحشة .


[14588]:- في الأصل وم: و.
[14589]:- ساقطة من الأصل وم.
[14590]:- من م، ساقطة من الأصل.
[14591]:- من م، في الأصل: عقلا.