تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَيَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (202)

[ الآية 202 ] وقوله تعالى : { فيأتيهم بغتة } أي يأتيهم العذاب فجأة { وهم لا يشعرون } لأنه تعالى إذ علم منهم أنهم ، لا يؤمنون أبدا ، فأنزل عليهم العذاب بغتة . ولو علم منهم أنهم{[14830]} يؤمنون حقيقة عند معاينة العذاب لأنزل عليهم العذاب معاينة مجاهرة ليؤمنوا ، فيقبل منهم ذلك ، ويرفع العذاب عنهم كما قبل إيمان قوم يونس حين{[14831]} قال : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا } [ يونس : 98 ] قبل منهم الإيمان عند معاينتهم العذاب لما علم منهم أنهم يحققون الإيمان في ذلك [ الوقت ]{[14832]} .

وأما من كان همهم العناد والمكابرة فهم لا يحققون الإيمان .


[14830]:- أدرج بعدها في الأصل وم: لا.
[14831]:- في الأصل وم: حيث.
[14832]:- من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.