تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (201)

[ الآيتان 200و201 ] وقوله تعالى : { كذلك سلكناه في قلوب المجرمين } { لا يؤمنون به } قال بعضهم : هكذا سلكنا الكفر والتكذيب ، وأدخلناه في قلوب المجرمين . وقال بعضهم : { كذلك سلكناه } يعني البيان والحجج في قلوب المجرمين حتى عقلوه ، ولزمتهم الحجة . لكنهم تركوا الإيمان تعنتا وعنادا { لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم } حين لا ينفعهم إيمانهم ، لأن إيمانهم عند معاينة العذاب إيمان دفع واضطرار{[1]} لا إيمان اختيار ، وهو كما قال : { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده } [ غافر : 84 ] لأنه إيمان دفع العذاب عن أنفسهم [ حين خرجت أنفسهم ]{[2]} من بين أيديهم ، وإيمان اضطرار{[3]} لا إيمان اختيار . لذلك لم ينفعهم .


[1]:- في ط ع: سمح.
[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.
[3]:- من ط ع، الواو ساقطة من الأصل.