اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَيَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (202)

قوله : «فَيَأْتِيَهُمْ » و{[37963]} «فَيَقُولُوا » عطف على «يَرَوا »{[37964]} .

وقرأ العامة بالياء من تحت . والحسن وعيسى بالتاء من فوق{[37965]} .

أنّث ضمير العذاب . لأنه في معنى العقوبة{[37966]} . وقال الزمخشري : أنّثَ على أن الفاعل ضمير{[37967]} الساعة{[37968]} . قال الزمخشري : فإن قلت : ما معنى التعقيب في قوله : «فَيَأْتِيَهُمْ » ؟ قُلْت : ليس المعنى التعقيب في الوجود ، بل المعنى ترتُّبها في الشدة ، كأنه قيل : لا يؤمنون بالقرآن حتى تكون رؤيتهم العذاب أشدَّ منها ، ومثال ذلك أن تقول : إنْ أَسَأْتَ مَقَتَكَ الصَّالِحُونَ فمَقَتَكَ اللَّه{[37969]} فإنك لا تقصد أنّ مَقْتَ اللَّهِ بعد مَقْتِ الصَّالِحينَ ، وإنما قصدك إلى ترتيب شدة الأمر على المسيء{[37970]} .

وقرأ الحسن : «بَغَتَةً » بفتح الغين{[37971]} .

فصل :

المعنى : يَأْتِيَهُمْ العذاب «بَغْتَةً » أي : فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } به في الدنيا ،


[37963]:و: سقط من ب.
[37964]:انظر التبيان 2/1002.
[37965]:المختصر (108)، المحتسب 2/133، قال ابن جني: (الفاعل المضمر الساعة، أي: فتأتيهم الساعة "بغتة" فأضمرها لدلالة العذاب الواقع فيها عليها، ولكثرة ما تردد في القرآن من ذكر إتيانها) وانظر أيضاً البحر المحيط 7/42.
[37966]:انظر البحر المحيط 7/42.
[37967]:ضمير: سقط من ب.
[37968]:وعبارة الزمخشري: (وقرأ الحسن: "فتأتيهم" بالتاء يعني: الساعة) الكشاف 3/128.
[37969]:فمقتك الله: تكملة من الكشاف.
[37970]:الكشاف 3/128. بتصرف يسير.
[37971]:المختصر (108)، الكشاف 3/128، البحر المحيط 7/43.