تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَخَرَجَ مِنۡهَا خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (21)

[ الآية 21 ] وقوله تعالى : { فخرج منها خائفا يترقب } قد ذكرنا هذا .

دل قوله : { خائفا يترقب } أن الخوف قد يكون من دون الله . وجائز أن يخاف من غيره ، وليس كما يقول بعض الناس : ألا يسع الخوف من دون الله . وحقيقة الخوف تكون من الله ، يخاف أن ينتقم منه على يدي{[15286]} هذا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { قال رب نجني من القوم الظالمين } يحتمل الظالم كل مشرك ، لأن كل مشرك ظالم . ويحتمل قوله : { قال رب نجني من القوم الظالمين } حين{[15287]} هموا بقتله . وقتل موسى ذلك القبطي لم يوجب عليه القتل والقصاص لأنه لم يتعمد قتله ، ولم يقتله بسلاح ، يجب به القتل ، فذكر أنهم في ما هموا بقتله ظلمة .


[15286]:- من م، في الأصل: يديه
[15287]:- في الأصل وم: حيث.