[ الآية 19 ] [ وقوله تعالى ]{[15280]} : { قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس } اختلف في قائل هذا : قال عامة أهل التأويل : إن قائل هذا هو الذي استصرخه ، واستغاثه ؛ قالوا : لأنه ظن أن موسى إنما أراد بطشه وأخذه ، وإليه قصد ، لذلك قال : { أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس } .
وقال قائلون : هذا القول إنما قاله{[15281]} ذلك القبطي .
فإن كان هذا فهو يدل أن قتله ذلك الرجل بالأمس كان ظاهرا حتى{[15282]} علم به القبطي ، وكان قوله : { على حين غفلة من أهلها } أي من دخول موسى المدينة .
وإن كان هو الأول كان قتله إياه خفيا غير ظاهر . فعلى هذا تكون الغفلة على أهل المدينة لا على دخول موسى ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين } لأن الذي يصلح بين اثنين لا يقتل ، ولا يأخذ أحدهما دون الآخر ، ولكن يصلح بينهما على السواء . لذلك{[15283]} قال ما قال .
وقوله تعالى : { إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض } قال بعضهم : يقول : هكذا فعل الجبابرة [ أن ]{[15284]} تقتل النفس بغير نفس . وقال بعضهم : الجبابرة تقتل النفس بغير نفس . وقال بعضهم : الجبار ، هو الذي يحمل الناس على هواه وعلى ما يريده ، ويقهرهم على ذلك ، شاؤوا أو أبوا . وقال بعضهم : الجبار ، هو الذي تكبر على الناس ، لا يرى أحدا لنفسه نظيرا ، أو كلام نحوه ، ويقال : كل قاتل آخر على الغضب بغير حق فهو جبار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.