تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (2)

الآية 2 وقوله تعالى : { تلك آيات } قال بعضهم : { تلك } إشارة إلى ما بشر به الرسل المتقدمة أقوامهم من بشارات . يقول : تلك البشارات( {[16150]} ) هي آيات الكتاب أي هذا القرآن .

وقال بعضهم : { تلك آيات الكتاب } التي في السماء ، هذا الكتاب . ومنهم من قال : تلك الآيات التي أنزلت متفرقة ، فجمعت ، فصارت قرآنا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { الكتاب الحكيم } سمي حكيما كريما( {[16151]} ) مجيدا( {[16152]} ) ونحوه . فتحتمل تسميته حكيما وجوها :

أحدها : لإحكامه وإتقانه ، أي محكم متقن ، لا يبدل ، ولا يغير ، وهو كما وضع عز وجل { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } [ فصلت : 42 ] .

والثاني : سماه حكيما لأن من تمسك به ، وعمل بما فيه ، يصير حكيما مجيدا كريما .

والثالث : سماه حكيما لأنه منزل من عند حكيم كقوله : { تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت : 42 ] .


[16150]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: البشارة.
[16151]:إشارة إلى قوله تعالى: {إنه لقرآن كريم} [الواقعة:77].
[16152]:إشارة على قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد} [البروج:21].