الآية 11 وقوله تعالى : { هذا خلق الله } يقول : ما ذكر من خلق السماوات والأرض ، وما بث من الدواب وما أنبت { من كل زوج كريم } .
وقوله تعالى : { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } يذكر سفههم ؛ يقول : إنكم تعلمون أن ما ذكر من السماوات والأرض وجميع [ ما ]( {[16167]} ) فيهما ، هو كله خلق الله ، هو خالق ذلك كله ، وأن الأصنام التي تعبدونها من دونه لم تخلق شيئا من ذلك ، ولا تملك خلق شيء ، فكيف تعبدونها من دونه ؟ وسميتموها آلهة ؟
وصرفتم العبادة والألوهية عن الذي [ هو ]( {[16168]} ) خالقكم وخالق السماوات والأرض وما فيهما ؟ وإنما استحق الألوهية والربوبية لخلقه ما ذكر [ لا الأصنام ]( {[16169]} ) . فإذا لم يكن منها خلق فكيف سميتموها آلهة ، وعبدتموها دون الله ؟
هذا ، والله أعلم تأويل قوله : { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } أي لم يخلق . يخبر عن سفههم في القول والفعل ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { بل الظالمون في ضلال مبين } يحتمل { الظالمون } وجوها :
أحدها : ظلموا أنفسهم حين( {[16170]} ) وضعوها في غير موضعها الذي أمرهم الله أن يضعوها ، وهو وضعهم إياها في عبادة الأصنام .
[ والثاني ]( {[16171]} ) : { الظالمون } حدود الله التي( {[16172]} ) حد لهم ، لم يحفظوها على [ ما حد ]( {[16173]} ) ، بل جاوزوها .
[ الثالث ]( {[16174]} ) : سماهم ظلمة لما ظلموا نعم الله ، ولم يشكروها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.