فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (2)

{ الحكيم } ذي الحكمة ، والمحكم الذي لا خلل فيه ولا تناقض .

{ تلك آيات الكتاب الحكيم 2 هدى ورحمة للمحسنين3 }

تلك الآيات التي جاءت في القرآن آيات كتاب لا تفوته الحكمة تباركت وتبارك هذا الذكر المجيد ، كلها تامة صادقة عادلة ليس فيها اختلاف ولا تبديل ، أو هي عالية القدر والشرف ، والكتاب حاكم على كل الكتب ، وكل المكلفين ، [ و{ تلك } في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي هذه تلك . . . و{ الكتاب } : القرآن ]{[3409]} والآيات تعقب هداية يشرح الله بها صدور المؤمنين ، فتستنير وتنفسح ، كما جاء في قول مولانا العزيز العليم : ) . . يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه . . ( {[3410]} ، ويدركون بتقديسها ، والعمل بها ، والثبات على منهاجها ، ورحمة واسعة من ربنا ، وبرا في العاجل والآجل{ للمحسنين } للعاملين الحسنات ، أو الذين يعبدون الله تعالى كأنهم يرونه ، أو للمحسنين دينا- فالإسلام أحسن الأديان ، أو للمحسنين كل فعل وقول وعمل ، يجيدونه ويتقنونه ، كما أورد الألوسي : ويجوز أن يكون{ الحكيم } من صفاته عز وجل ، ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي ، فإنه منه سبحانه بدأ ، وقد يوصف الشيء بصفة مبدئه . . . وأن يكون الأصل ، الحكيم منزله أو قائله ، فحذف المضاف إلى الضمير المجرور ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، فانقلب مرفوعا ، ثم استكن في الصفة المشبهة . . .


[3409]:مما أورد صاحب الجامع لأحكام القرآن.
[3410]:سورة المائدة. من الآية 16.