تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (173)

الآية 173

ثم بين جزاء من لم يستنكف عن عبادته ، ولم يستكبر ، ومن استنكف ، واستكبر ، فقال : { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم } الآية{ وأما الذين استنكفوا واستكبروا } الآية وإلا لم يكن في الذين استنكفوا مؤمن بل كانوا كلهم كفارا بالاستنكاف والاستكبار عن عبادته ، والاستنكاف والاستكبار واحد في الحقيقة .

وقال الكسائي{[6861]} : وإنما جمع بينهما لاختلاف اللفظين ، وهذا من حسن كلام العرب كقول العرب : كيف حالك ؟ وبالك ؟ والحال والبال واحد ، ومثله في القرآن والشعر كثير . لكن الاستنكاف والأنفة لا يضافان{[6862]} إلى الله تعالى . والاستكبار يضاف ( لأن هذا ){[6863]} المعنى مختلف . وأما في الحقيقة فهما واحد ، والله أعلم .


[6861]:في الأصل وم: الكسائي.
[6862]:في الأصل وم: يضاف.
[6863]:في الأصل: من لهذا، في م: من هذا.