وقوله تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } قيل فيه بوجوه : قيل : قوله{ كما أوحينا إلى نوح } الكاف صلة زائدة ؛ معناه : إنا أوحينا إلى نوح ومن ذكر ومن بعده ؛ أي لا يختلف ما أنزل إليك وما أنزل إلى غيرك من الرسل . وهو كقوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } ( الشعراء : 196 ) ( وقوله تعالى ){[6794]} { إن هذا لفي الصحف الأولى }{[6795]}( الأعلى : 18 ) .
وقيل : { إنا أوحينا إليك } من الحجج والآيات ما يدل على رسالتك ونبوتك كما أعطي أولئك من الحجج والآيات على صدق ما دعوا{[6796]} من الرسالة والنبوة ، ثم لم يؤمنوا .
وقيل : إن اليهود قالوا : إن محمدا لو كان يؤتى كتابا جملة كما أوتي موسى كتابا جملة من غير وحي ، قال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } وحيا من غير أن أوتي كل{[6797]} منهم كتابا جملة كما أوتي موسى . ثم كان أولئك رسلا . فعلى ذلك محمد صلى الله عليه وسلم رسول{[6798]} ، وإن لم يؤت كتابا كما أوتي موسى . ولله أن يفعل ذلك ؛ يؤتي من يشاء كتابا كما أوتي موسى . ولله أن يفعل ذلك ؛ يؤتي من يشاء كتابا جملة مرة ، ومن{[6799]} يشاء يوحي إليه بالتفاريق ، والله أعلم بذلك .
وقوله تعالى : { وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب } ومن ذكر . يحتمل ذكر إبراهيم ومن ذكر أولاده بعد قوله : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين } على التخصيص لإبراهيم ومن ذكر لأنه ذكر النبيين من بعد نوح ، فدخلوا فيه . ثم خصهم{[6800]} بالذكر تفضيلا وتخصيصا {[6801]} . ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { والنبيين } الرسل الذين كانوا بعد نوح قبل إبراهيم . ثم ابتدأ الكلام ، فقال{ وأوحينا إلى إبراهيم } ومن ذكر .
وفي حرف حفصة رضي الله عنها : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح } وكما أوحينا إلى الرسل من بعده{[6802]} وكما أوحينا { إلى إبراهيم } فهذا يدل على ما ذكرنا من ابتداء الذكر لهم ، والله أعلم .
والآية ترد{[6803]} على القرامطة ومذهبهم لأنهم يقولون : الرسل ستة ، سابعهم قائم الزمان لأنه ذكر في الآية أكثر من عشرة ، فظهر كذبهم بذلك وحيلهم التي سولها لهم الشيطان ، وزينها في قلوبهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.