تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ} (58)

الآيتان 58 و 59 وقوله تعالى : { أفرأيتم ما تمنون } { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون } قد علموا أنهم لم يخلقوا ما يمنون ، ولا خلقوا أنفسهم فيقول ، والله أعلم : قد أقررتم أنكم لم تخلقوا [ ماء منيتكم ]{[20476]} ولا تملكون ذلك ؛ فقد عرفتم أن الله ، هو خالقكم وخالق ذلك كله ، وهو المالك لذلك .

فإذا عرفتم ذلك ، وأنتم أهل تمييز وأكمل عقلا من غيركم ، فإذا لم تملكوا خلق أنفسكم فالذين هم دونكم أحق [ ألا يملكوا خلق أنفسهم{[20477]} ]{[20478]} وخلق ما ذكر ، ثبت أن الله تعالى هو خالق ذلك كله ، فكيف عبدتم غيره ، وصرفتم الألوهية إلى غيره ؟ .


[20476]:في الأصل و م: ما أمنيتهم.
[20477]:في م: أنفسكم.
[20478]:من م، ساقطة من الأصل.