فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ} (58)

{ أَفَرَءيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ } أي ما تقذفون وتصبون في أرحام النساء من النطف ، ومعنى { أَفَرَءيْتُم } : أخبروني ، ومفعولها الأوّل { ما تمنون } . والثاني الجملة الاستفهامية ، وهي { ءأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الخالقون } أي تقدّرونه وتصوّرونه بشراً سوياً أم نحن المقدرون المصوّرون له ، و «أم » هي المتصلة ، وقيل : هي المنقطعة ، والأوّل أولى . قرأ الجمهور «تُمْنُونَ » بضم الفوقية من أمنى يمني . وقرأ ابن عباس وأبو السماك ومحمد بن السميفع والأشهب العقيلي بفتحها من منى يمني ، وهما لغتان وقيل : معناهما مختلف ، يقال : أمنى إذا أنزل عن جماع ، ومنى إذا أنزل عن احتلام ، وسمي المنيّ منياً ، لأنه يمني : أي يراق .