نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَفَرَءَيۡتُم مَّا تُمۡنُونَ} (58)

ولما حضضهم على التصديق بالاستدلال بإيجادهم ، وكان البعث إنما هو تحويلهم من صورة بالية إلى الصورة التي كانوا عليها من قبل ، سبب عن تكذيبهم به مع تصديقهم بالخلق عدم النظر في تبديل الصور في تفاصيله ، أو سبب عن قول من عساه يقول من أهل الطبائع : إنما خلقنا من نطفة حدثت بحرارة كامنة{[62163]} ، فقال : { أفرأيتم } أي أخبروني هل رأيتم بالبصر أو البصيرة أنا خلقناكم فيهديكم ذلك أنا نقدر على الإعادة كما قدرنا على البداءة فرأيتم { ما تمنون * } أي تريقون - من النطف التي هي مني في الأرحام بالجماع .


[62163]:- من ظ، وفي الأصل: كامله.