الآيتان 30 و31 وتمام التوبة منهم في قوله : { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } { قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين }
وذكر المفسرون في قوله : { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } أي أقبل بعضهم على بعض باللوم ؛ يقول : أنت أمرتنا أن نصرمها ليلا ، وقال هذا لهذا : بل هو عملك أنت .
وهذا لا معنى له لأن هذا يوجب تبرئة كل واحد منهم من ارتكاب الذنوب ، وقد سبق منهم الإقرار بالذنب بقولهم{[21807]} : { قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين } وبقولهم : { قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين } فكيف يبرّئون أنفسهم من الذنوب ، وقد اعترفوا ، فهذا تأويل لا معنى له .
بل معناه ، والله أعلم : { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } على إدخال كل منهم نفسه في ذلك اللوم ، ، أو أقبل كل واحد منهم باللائمة على نفسه حتى يكون هذا موافقا لقوله : { إنا كنا طاغين } .
وقوله تعالى : { إنا كنا طاغين } في هذا تمام التوبة ؛ ففيه أنهم أظهروا الندامة على نسق منهم من أوجه ثلاثة : مرة بما وصفوا أنفسهم بالظلم ، ومرة بما لاموا أنفسهم ، ومرة بما وصفوا [ أنفسهم ]{[21808]} بالطغيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.