تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَذَٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (33)

الآية 33 وقوله تعالى : { كذلك العذاب } كأنه يخاطب أهل مكة أن كذلك العذاب في الدنيا في أن يأخذ أهله من كانوا أو كما أخذ أصحاب الجنة عند الأمن إذ كان عندهم أنهم يقدرون على صرم تلك الثمار ، ولا يفوتهم .

وقوله تعالى : { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ففي هذا إيجاب العذاب على من{[21809]} لم يعلم بالعذاب ، ولم يؤمن به ، لأنهم لم يؤمنوا بعذاب الآخرة ، ولا علموا به .

ثم أوجب لهم العذاب ، وإن لم يعلموا ، ولم يعذروا بالجهل لأنهم قد وقفوا على السبب الذي لو تفكروا لعلموا بالعذاب ولأيقنوا به .

وفي هذا حجة أن لا عذر لمن تخلف عن التوحيد والإيمان بالله تعالى ، وإن جهل إلا أن يكون جهله جهل خلقة لأن الذي [ أفضى ]{[21810]} به إلى الجهل هو التقصير في الطلب ، وإلا لو لم يقصر في الطلب لوجد من يدله على معرفة الصانع ووحدانية الرب تعالى .


[21809]:من م، في الأصل: ما
[21810]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م.