تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ} (33)

الآية 33 : وقوله تعالى : { متاعا لكم ولأنعامكم } فيه أن جعله متاعا لنا قد جعل شيئا من ذلك للدواب أيضا ، والذي جعله للأنعام لم يجعل لنا فيه شركا ؛ وذلك لأن الذي أنشأه لمتاع البشر ، منه ما يستخبث ، ويستقذر ، منه ما يستطاب ، ويدّخر ، فجعل ما طاب منه للبشر وما حيث منه لمنافع الدواب ، والذي أنشأه لمنافع الدواب مما تستخبثه الطباع ، وتستقذره ، ففضل أغذيتها من فضل منازلهم .

ففي ما ذكرنا دلالة إباحة التناول من الطيبات : أن الله تعالى منّ على عباده أن جعل أغذيتهم بما طاب من الأشياء ، وفضلهم على الأنعام . فمن كره [ ذلك ، فقد كره ]{[23090]} الانتفاع بما أنشئ للانتفاع ، والله أعلم .


[23090]:من م: ساقطة من ا؟لأصل.