تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ} (36)

الآية 36 : وقوله تعالى : { وبرزت الجحيم لمن يرى } وقرئ لمن ترى{[23094]} ، فتضاف الرؤية إلى الجحيم كقوله : { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } [ الفرقان : 12 ] .

وقوله تعالى : { لمن يرى } جائز أن تكون الرؤية كناية عن الحضور والدخول ، فيكون { لمن يرى } أي لمن يدخلها ، ويحضرها ، وهو كقوله : { إن رحمت الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] ومعناه : أن رحمة الله للمحسنين ، وقوله{[23095]} تعالى : { ولا تقربا هذه الشجرة } [ البقرة : 35 و . . . ] وأريد بالقرب التناول ، فكنى عنه بالقرب . فجائز أن تكون الرؤية ههنا كناية عن الدخول والحضور ، فيكون فيه إخبار عن إحاطة العذاب بجميع أبدانهم .

وجائز أن يكون أهل الرؤية ، هم أهل الجنة ؛ يرونها{[23096]} مشاهدة ، فيتلذذون بذلك لما نجوا ، وفازوا بالنعم ، كما تألموا بذكرها عندما كانت/625- ب/ غائبة ، لا يرونها . قال الله تعالى : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } [ المؤمنون : 60 ] وقال{[23097]} : { قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } { فمن الله علينا } الآية [ الطور : 26 و27 ] .


[23094]:انظر معجم القراءات ج 8/64.
[23095]:في الأصل وم: وقال.
[23096]:في الأصل وم: فيرونها.
[23097]:في الأصل وم: و.