تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ} (30)

الآية 30 : وقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } قالوا بسطها ؛ فمنهم من يقول : خلقها مجتمعة ، ثم بسطها بعد ما خلق السماوات .

ألا ترى أنه قال : { دحاها } ولم يقل خلقها ؟ ومنهم من ذكر أنه خلق سماء الدنيا أولا ، ثم خلق الأرضين بعد ذلك ، ثم خلق السماوات الست من بعد . ومنهم من ذكر أنها كانت قبل أن تبسط تحت بيت{[23084]} المقدس ، ثم بسطها بعد ذلك .

قال أبو بكر : هذا لا يحتمل ؛ لأنه لا يجوز أن تكون بجملتها وسعتها تحت بيت المقدس ، والله أعلم .

ولكن معناه عندنا ، إن كان على ما قالوا منصرف إلى الجوهر ، أي الجوهر الذي خلقت منه الأرض ، كان هنالك ، لا أن كانت بجملتها تحته كما خلق الإنسان من النطفة ، وإن لم يكن بكليته من{[23085]} النطفة ، وخلق من التراب ، وإن لم يكن بكليته على ما هو عليه من{[23086]} التراب . وكان معناه أنه خلق من ذلك الجوهر ، فعلى ذلك الحكم في ما ذكره .

ومنهم من زعم أن خلقهم كان معا ، وذكر عن الحسن أن الأرضين خلقت قبل السماء لقوله : { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن } [ البقرة : 29 ] وقوله{[23087]} في موضع آخر : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } [ فصلت : 11 ] وقيل{[23088]} : اسم السماء ما ارتفع [ من شيء ]{[23089]} كما يقال للسقف سماء لارتفاعه عن الإنسان .


[23084]:في الأصل وم: البيت.
[23085]:في الأصل وم: في.
[23086]:في الأصل وم: في.
[23087]:في الأصل وم: وقال.
[23088]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: وقال.
[23089]:من م، ساقطة من الأصل.