الآية 40 : وقوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه } فجائز أن يكون أريد بالمقام حساب ربه أو مقامه عند ربه ، فأضيف إلى الله تعالى لأن البعث مضاف إليه ، فكل أحواله أضيف إليه أيضا .
وجائز أن يكون الخوف راجعا إلى الحالة التي هو فيها ، فيخاف أن يكون مقامه في موضع نهي الله تعالى عن المقام فيه .
وقوله تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } فليس هذا نهي قول ، وإنما نهيه إياها أن يكفها عن شهواتها ولذاتها ، وكفها أن يشعرها عذاب الآخرة ، ويخوفها آلامها وعقابها . فإذا فعل ذلك سهل عليها ترك الشهوات الحاضرة ، وسهل عليها العمل للآخرة . والناس في نهي نفس عن هواها على ضربين .
فمنهم من يقهرها ، فلا يعطيها شهواتها ؟ ، فهو ؟ أبدا في جهد وعناء ، ومنهم من يذكّرها العواقب ، ويريها ما أعد لأهل الطاعة ، ويعلمها ما يحل بالظلمة ، فيصير ذلك لها كالعيان ، فتختار لذات الآخرة على لذات الدنيا ، ؟ لأن ذلك أدوم وألذ ، وسهل عليه العمل للآخرة ، والهوى ، هو ميل النفس إلى شهواتها ولذتها .
ففيه أن الأنفس جبلت على حب الشهوات والميل إليها ، ولا تنتهي عن ذلك إلا بما ذكرنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.