النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ} (118)

قوله عز وجل : { ولو شاء ربُّك لجعل الناس أمّةً واحدةً } فيه وجهان :

أحدهما : على ملة الإسلام وحدها ، قاله سعيد بن جبير .

الثاني : أهل دين واحد ، أهل ضلالة وأهل هدى ، قاله الضحاك .

{ ولا يزالون مختلفين إلا من رَحِمَ ربّك } فيه ستة أقاويل :

أحدها : مختلفين في الأديان إلا من رحم ربك من أهل الحق ، قاله مجاهد وعطاء .

الثاني : مختلفين في الحق والباطل إلا من رحم ربك من أهل الطاعة ، قاله ابن عباس .

الثالث : مختلفين في الرزق فهذا غني وهذا فقير إلا من رحم ربك من أهل القناعة ، قاله الحسن .

الرابع : مختلفين بالشقاء والسعادة إلا من رحم ربك بالتوفيق .

الخامس : مختلفين في المغفرة والعذاب إلا من رحم ربك بالجنة .

السادس : أنه معنى مختلفين أي يخلف بعضهم بعضاً ، فيكون من يأتي خلفاً للماضي لأن سوءاً في كل منهم خلف بعضهم بعضاً ، فاقتتلوا ومنه قولهم : ما اختلف الجديدان ، أي جاء هذا بعد ذاك ، قاله ابن بحر .

{ ولذلك خلقهم } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : للاختلاف خلقهم ، قاله الحسن وعطاء .

الثاني : للرحمة خلقهم ، قاله مجاهد .

الثالث : للشقاء والسعادة خلقهم ، قاله ابن عباس .

الرابع : للجنة والنار خلقهم ، قاله منصور بن عبد الرحمن .