النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَكُلّٗا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةٞ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (120)

قوله عز وجل : { وكلاً نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبتُ به فؤادك } أي نقوّي به قلبك وتسكن إليه نفسك ، لأنهم بُلُوا فصبروا ، وجاهدوا فظفروا .

{ وجاءَك في هذه الحقُّ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : في هذه السورة ، قاله ابن عباس وأبو موسى .

الثاني : في هذه الدنيا ، قاله الحسن وقتادة . الثالث : في هذه الأنباء ، حكاه ابن عيسى .

وفي هذا " الحق " وجهان : ( أحدهما ) صدق القصص وصحة الأنباء وهذا تأويل من جعل المراد السورة{[1407]} . ( والثاني ) النبوة ، وهذا تأويل من جعل المرد الدنيا .

* { وموعظة } يحتمل وجهين : ( أحدهما ) القرآن الذي هو وعظ الله تعالى لخلقه . ( الثاني ) الاعتبار بأنباء من سلف من الأنبياء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : والسعيد من وعظ بغيره{[1408]} .


[1407]:خصت سورة هود بأنها الحق ـ مع أن القرآن كله حق ـ لما فيها من أخبار الأنبياء والجنة والنار، وقيل تأكيدا. وقال كعب الأحبار: فاتحة التوراة خاتمة هود. والله أعلم.
[1408]:رواه مسلم في القدر، وابن ماجه في المقدمة.