النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ سَبۡعٗا مِّنَ ٱلۡمَثَانِي وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِيمَ} (87)

قوله عز وجل : { ولقد آتيناك سبعاً مِن المثاني والقرآن العظيم } فيه خمسة أقاويل{[1698]} :

أحدها : أن السبع المثاني هي الفاتحة ، سميت بذلك لأنها تثنى كلما قرئ القرآن وصُلّي ، قاله الربيع بن أنس وأبو العالية والحسن . وقيل : لأنها يثني فيها الرحمن الرحيم ، ومنه قول الشاعر :

نشدتكم بمنزل القرآن *** أمّ الكتاب السّبع من مثاني

ثُنِّين مِن آيٍ مِن القرآن *** والسبع سبع الطول الدواني

الثاني : أنها السبع الطوَل : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ، قاله ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد .

قال ابن عباس : سميت المثاني لما تردد فيها من الأخبار والأمثال والعبر وقيل : لأنها قد تجاوزت المائة الأولى إلى المائة الثانية . قال جرير :

جزى الله الفرزدق حين يمسي *** مضيعاً للمفصل والمثاني{[1699]}

الثالث : أن المثاني القرآن كله ، قاله الضحاك ، ومنه قول صفية{[1700]} بنت عبد المطلب ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فقد كان نوراً ساطعاً يهتدى به *** يخص بتنزيل المثاني المعظم

الرابع : أن المثاني معاني القرآن السبعة أمر ونهي وتبشير وإنذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون ، قاله زياد بن أبي مريم .

الخامس : أنه سبع كرامات أكرمه الله بها ، أولها الهدى ثم النبوة ، ثم الرحمةِ ثم الشفقة ثم المودة ثم الألفة ثم السكينة وضم إليها القرآن العظيم ، قاله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما{[1701]} .


[1698]:في ق أربعة أقاويل.
[1699]:سقط من ق.
[1700]:لم أجد هذا البيت في سيرة ابن هشام التي أوردت عددا من القصائد في رئاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الجزء الرابع مصطفى السقا ورفاقه.
[1701]:سقط من ق.