النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ} (85)

قوله عز وجل : { فاصفح الصفح الجميل } فيه أربعة أوجه :

أحدها : أنه الإعراض من غير جزع .

الثاني : أنه صفح المنكر عليهم بكفرهم ، المقيم على وعظهم ، قاله ابن بحر .

الثالث : أنه العفو عنهم بغير توبيخ ولا تعنيف .

الرابع : أنه الرضا بغير عتاب ، قاله علي بن أبي طالب .

وفيه قولان :

أحدهما : أنه أمر بالصفح عنهم في حق الله تعالى ، ثم نسخ بالسيف ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، " لقد أتيتكم بالذبح ، وبعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراعة " ، قاله عكرمة ومجاهد .

الثاني : أنه أمره بالصفح في حق نفسه فيما بينه وبينهم ، قاله الحسن .