النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَٰبٖۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى} (52)

{ قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي } فرد موسى علم ذلك إلى ربه .

{ فِي كِتَابٍ } يعني في اللوح المحفوظ .

{ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } أي لم يجعل علم ذلك في كتاب لأنه يضل أو ينسى .

ويحتمل إثباته في الكتاب وجهين :

أحدهما : أن يكون له فضلاً له وحكماً به .

الثاني : ليعلم به ملائكته في وقته .

وفي قوله : { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } وجهان :

أحدهما : لا يخطئ فيه ولا يتركه .

الثاني : لا يضل الكتاب عن ربي ، ولا ينسى ربي ما في الكتاب ، قاله ابن عباس .

قال مقاتل : ولم يكن في ذلك [ الوقت ] عند موسى علم القرون الأولى ، لأنه علمها من التوراة ، ولم تنزل عليه إلا بعد هلاك فرعون وغرقه .