النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذۡنَا مُتۡرَفِيهِم بِٱلۡعَذَابِ إِذَا هُمۡ يَجۡـَٔرُونَ} (64)

قوله عز وجل : { حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ } فيهم وجهان :

أحدهما : أنهم الموسع عليهم بالخصب ، قاله ابن قتيبة . والثاني : بالمال والولد ، قاله الكلبي . فعلى الأول يكون عامّا ، ً وعلى الثاني يكون خاصاً .

{ إذَا هُم يَجْأَرُونَ } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : يجزعون ، وهو قول قتادة .

الثاني : يستغيثون ، وهو قول ابن عباس .

والثالث : يصيحون ، وهو قول علي بن عيسى .

والرابع : يصرخون إلى الله تعالى بالتوبة فلا تقبل منهم ، وهو قول الحسن . قال قتادة نزلت هذه الآية في قتلى بدر . وقال ابن جريج { حَتَّى إِذَا أَخذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ } هم الذين قتلوا ببدر .